التصنيفات
Juridik

لقاءٌ في بغداد بين ألك و كو والمركز النسوي أوفي, منظمة حرية المرأة في العراق

في إحدى أيام تشرين الثاني ذهبنا إلى مركز مدينة بغداد حيث يتواجد منزلٌ بحديقةٍ جميلة، ذهبنا للقاء السيدة جنات التي تعمل في منظمة أوفي.

لقد سبق لي وآذار إن زرنا عدة مراكز للخطوط الساخنة في السويد ولطالما شعرنا بالتواضع عند مغادرتنا تلك الأماكن. تلك الأرواح الدافقة بالحماس والحيوية تقوم بعمل مهم، عصيٌ على التصديق، إنهم يحمون المواطنين من العنف والإضطهاد. إن عملهم يفوق مقاييس التقييم حرفياً وكثرٌ في السويد يقدّرون عملهم هذا.

لقد إلتقينا بجنات، تلك الشخصية القوية، يمكن ملاحظة ذلك فور تبادل عبارات التحايا التي يتشاركها المرء عادةً عند لقائه مع شخصٍ ما لأول مرة. 

لم تحتج جنات ان تطرح أي أسئلة بل باشرت بالحديث فوراً بعد أن قدمنا أنفسنا وذكرنا إننا ندير مكتباً سويدياً للمحاماة. 

–       لقد تعاملنا مع شابات سويديات كثر أجبرن على العودة لوطن أهاليهم الأصلي. إنها محاولات خطف، لقد قدمنا المساعدة هنا في أوفي لعديداتٍ ممن أفلحن بالهرب من منازلهن وإجبرن على التقوقع. ثم كانت السفارة السويدية ركن مساعدة مهم. لكن السفارة السويدية لم يكن بمقدورها فعل شيء قبل أن تتجه الفتيات إلينا.

ليست جنات امرأة كيفما إتفق، لقد كانت تتحدث عن طبيعة عملها المُعارضة لما تسير عليه الحركات الفاعلة في العراق. النساء والشابات يلجأن للحماية عندها. هذا ليس أمراً نادر الحدوث فبعد الظروف القاسية المشابهة للتعذيب تفرّ النسوة من عوائلهن طلباً للحماية. عندما يشتد عودهّن ويمسيّن أقوى في بيوت الحماية يمكن آنئذ أن تُحرر محاضر الشرطة بشأنهن. لا يقدم القانونيون الكثير لضحايا الجرائم. هنا تأخذ جنات العمل على عاتقها حتى تأخذ العدالة مجراها في المحكمة. إنها ليست قانونية إلا إنها تذود دفاعاً عن ضحايا الجرائم. حتى السياسيون ورجال الشرطة يعملون بالضد لما تقوم هي به. هي تحظى بالحماية لتحيا تماماً كضحايا الجرائم.

–       لقد جئت إلى أوفي طلباً للحماية بنفس الطريقة التي تفد بها الأخريات إلينا اليوم. أعلم بما مررن به. بعد ذلك درست وعندي غاية لأحققها وهي توفير الحماية لهن والسعي لتحقيق أفضل الأدوات التي تصب في نفس الغرض. لدينا يافعاتٌ وبالغات يعشن ببؤس ٍ في العراق. وعديد منهن فررن من عوائلهن. فأصبحن بعد ذلك منبوذات في المجتمع ولا يخلو الأمر من مخاطرة لإستغلالهن جنسياً وقد ينتهي بهن المطاف للإقدام على الإنتحار. 

تحدثنا سويةً عن حملة ال ( LVU) قانون الرعاية القسرية للأطفال وإستفسرنا عما لو لاحظت إن الأطفال السويديين يتم إقتيادهم إلى العراق حتى يتملص الأهالي من التحقيق عند الخدمات الاجتماعية. 

–       نحن نعرف بهذا الشأن، ليس الأطفال فقط من يتم إختطافهم بغية ترحيلهم للعراق بل باقي أفراد العائلة كذلك. يتم إقتياد الزوجات للعراق بغية الإفلات من تدقيق الدوائر السويدية. عندنا حالات مماثلة لذلك وينطبق عندئذ نفس الأمر؛ لا تتمكن السفارة السويدية من تقديم المساعدة ما لم يكونوا قد إلتحقوا قبل ذلك في بيوت الحماية التي نوفرها.

أوفي ليست عبارة عن خط ساخن للنساء فقط، فلديهم مسؤولية سياسية. إنهم يريدون القول إن الاحتلال الأمريكي للعراق بعد صدام حسين يتحمل المسؤولية العظمى في التردي الفظيع لحقوق النساء في العراق. إن الاحتلال الأمريكي هو الذي سمح بتنامي المتطرفين وأمّن لهم سُلطة أكبر. إن الإمپريالية الأمريكية هي بالذات التي سمحت للجماعات المتطرفة ان تعاظم نموها، خصوصاً من شرّعوا القانون الجعفري الذي سمح بزواج الفتيات بعمر الخامسة من رجالٍ بالغين. 

تتبسم جنات ولا تخلّف شعوراً في خوالجها إنها مهزومة، بل إنها تحارب وكلها أملٌ في القضية. 

–       لقد زاد عدد من يريدون العيش في ظروفٍ عادلة. نحن من نعمل على هذه القضايا أصبحنا أحسن في إستخدام أدواتنا حتى نحقق نتائج أفضل. لما يولي أشخاص أكثر الاهتمام لمشاكلنا سنحصل على نتائج أفضل.

تركت وآذار ذلك المبنى ويتملكنا إحساسٌ بالتواضع من تلك النخلة الباسقة. إن لجنات روحٌ متحمسة ووقادة أيضاً. لكن هنالك من يكون مُعارضاً للكل فلا يزيد ذوي الأرواح الوقادة إلا حماساً.

                                                                                                                                                   سمر علك